
أسوار // في بلد يطفو على بحر من النفط، يعيش الملايين من العراقيين تحت وطأة الفقر وسوء الخدمات، بينما تتصاعد ثروات السياسيين بشكل يثير التساؤلات.
ويقول عراقيون: اين تذهب مليارات الدولارات من عائدات النفط؟ وهل حقاً أن مشاريع البنية التحتية القليلة التي أُنجزت قد أنهكت موازنة الدولة، أم أن هناك أموراً أخرى لا يعرفها العراقيون؟
“الجسور لم تصفر الموازنة.. لكن جيوب الفاسدين فعلت”
وخلال السنوات الماضية، شُيّدت بعض المشاريع في بغداد والمحافظات، أبرزها جسور وأنفاق، لكن هذه المشاريع لم تسلم من الانتقادات.
ويقول مهندسون، رفضوا الكشف عن هوياتهم خشية تعرضهم للعقوبات: “هناك مشاكل كبيرة في بعض الجسور التي تم إنشاؤها، سواء من حيث الجودة أو الجدوى، لكن حتى لو افترضنا أن هذه المشاريع كانت مثالية، فإن تكلفتها لا يمكن أن تصفر موازنة دولة تمتلك احتياطياً نفطياً هائلاً.”
أما المواطن علي حسين، وهو موظف حكومي، فيقول بغضب: “نتحدث عن موازنات ضخمة، لكن لا نرى سوى مشاريع شكلية، بينما الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وتعليم وصحة، كلها في تراجع مستمر.
واضاف: لماذا؟ لأن الأحزاب استحوذت على كل شيء، وفرهدت العراق دون حساب.”
اللافت للنظر أن كثيراً من السياسيين، الذين بدأوا حياتهم بمرتبات حكومية أو حتى منفيين في الخارج، أصبحوا اليوم من أثرى أثرياء العراق، فهم يملكون مصانع، شركات، أراضٍ سكنية، أبراجاً تجارية، وأسطولاً من السيارات الفارهة.
ويقول المواطن أبو علي، وهو بائع متجول في بغداد: “السياسي الذي كان لا يملك حتى بيتًا قبل 2003، صار اليوم عنده قصور في الداخل والخارج. هل رواتبهم تفعل ذلك؟ أم أن النفط ومشاريع الدولة كلها صارت في جيوبهم؟”.
وزير الإعمار: “والله ما عدنا فلوس!”
واثارت تصريحات وزير الإعمار والإسكان، بنكين ريكاني، الجدل عندما رد على مواطن اشتكى من سوء تبليط أنفاق الرصافة، قائلًا: “والله ما عدنا فلوس”.
ويعكس رد الوزير حالة من السخط الشعبي، فكيف لدولة تحقق عشرات المليارات سنوياً من عائدات النفط أن تعاني من نقص الأموال؟ هل المشكلة في الإيرادات أم في طريقة إدارتها؟.
ويقول مراقبون، ان العراقيين اليوم لا يسألون فقط عن أموال النفط، بل عن مصير بلدهم الذي يعيش أزمات متراكمة رغم ثرواته الهائلة.