احمد علي
مع بداية طوفان الأقصى اقترب السنة والشيعة بشكل كبير واصبح العالم الغربي يتداول مفردات جديدة من قبيل نهضة #الحضارة_الإسلامية في قبال الحضارة الغربية التي تريد ان تجتث الدول الإسلامية والدين الحنيف , لكن بمرور الوقت نجحت إسرائيل وحلفياتها من الدول العربية من قضم هذا التقارب رويدا …رويدا ..
بمرو الوقت فرزت الجبهات واصبح الشيعة وحركة حماس في قبال المشروع الصهيو-امريكي المدعوم من المجتمع العربي , بل مالت الكثير من الدول الإسلامية العربية و الخليجية على وجه الخصوص مع المشروع الصهيو-امريكي ,حتى أصبحت الكيانات الشيعية تصارع هذا المشروع وبعد ان عجزت الكيان الصهيوني عن فرط عقد هذه الكيانات الشيعية , حينما فشل في هزيمة #حزب_الله وجد ضالته في مشروع مع حليف ايدلوجي متوثب هم الاخوان المسلمين او #اليهود_السود مدعوما بتخطيط امريكي و تحضير تركي وتمويل قطري و إرادة إسرائيلية .
لقد تضالت بشكل كبير حظوظ ولادة مشروع احياء الحضارة الإسلامية و بسبب الهجوم الاخواني الداعشي المدعوم من تركيا و إسرائيل وقطر وامريكا , فان مؤشرات التصدع والنزوح الى الصراع الطائفي ترتفع بشكل كبير ونحن نمضي بسرعة في عملية الصدام المحتم سنيا و شيعياً عاجلا ام اجلا .
لقد احدث مشروع الجماعات التكفيرية المتعددة الجنسيات (النصرة و الفصائل التكفيرية) شرخاً كبيرا في بنية مواجهة الكيان الصهيوني الذي يجد نفسه في وضع مريح تماما للانفراد بالفلسطينيين واباداتهم بالكامل , فمع تفجر جبهة #سوريا تستجلب كل الاحتمالات مستقبل مليء بالدم و الصدام والصراع والعودة المنهجية الى حالة من الاحتراب الطائفي لن يبقى حبيس جغرافية سوريا مهما حاول المتفلسفون نفي هذا الحقيقة المقبلة بسرعة العويل الطائفي و حمى الدعشنة التي تنتقل عبر الاثير الصهيوني.
لا يمكن فهم الوضع في #سوريا من خلال عدسة حدث واحد , ولا كذلك تقزيمه الى مستوى هجوم لجماعات تكفيرية ضد احد حلفاء #طهران , فالصراع يعكس تفاعلا معقدا للعوامل والدوافع ومصالح مختلف الدول – بعضها ينسق مباشرة، في حين يتصرف البعض الآخر بشكل مستقل، معتمدا على سياق جيوسياسي يفضل بالفعل أهدافها.
التطورات الأخيرة، بما في ذلك احتلال ريف إدلب ومدينة حلب ومناطقها الريفية، وتقدم قوات #اليهود_السود – مدفوعة أيديولوجيا نحو مدينة #حماة، قد لا تهدف إلى الإطاحة بالدولة السورية في الوقت لحالي، ولكن يبدو أن الهدف الأوسع هو إنشاء خط اتصال وترسيم حدود جديد، مما يعزز الموقف التفاوضي لتركيا من خلال الاستفادة من موطئ قدم أقوى , هذه الحالة الميدانية , وهذه الحالة بسيطة جدا مقارنة بما ينتظر المنطقة من إعادة تشكيل الخرائط و تقزيم الكثير من الدول .
الواضح والمؤكد ان الهدف من هجوم الدواعش الجدد (الجماعات التكفيرية المتعددة الجنسيات) او اليهود السود سمهم ما تشاء , هو إجبار جميع الأطراف المعنية على تقديم تنازلات كبيرة على طاولة المفاوضات، وإعادة تشكيل معايير الحرب والسلام، و التأثير على التوازن الاستراتيجي الأوسع في المنطقة.
بالتأكيد مثل هذا الهجوم ما كان ليحدث دون دعم مالي كبير وتدريب ثقافي وعسكري ومعدات متقدمة – موارد بعيدة عن متناول هذه الجماعات دون دعم الدول الغنية التي تتماشى مع أهدافها. تتوقف قدرة هذه المجموعات على شن الحرب على دعم تركي واضح، يتضح من دور #تركيا في توفير غطاء لأفعالهاو استقبال #إسطنبول للوفود التي تمثل هذه المجموعات، وكذلك دعوة تركيا لهم للجلوس على طاولة المفاوضات في إطار اتفاق أستانا، والسعي إلى التوصل إلى حل في ضوء التطورات المتطورة.
ان حصر الأسباب وراء هذا الهجوم في هدف يتمثل بمحاولة تعطيل إمدادات #إيران من الأسلحة إلى #حزب_الله, مثل هذا امر بسيط و محتوى مضلل عن الأهداف الاستراتيجية الكبرى وراء هذا الهجوم الذي تم التحضير له منذ اكثر من سبع اشهر , كما ان #طهران استطاعت تزويد حزب الله في قمة #الحرب_السورية عندما كانت اغلب المدن و بما فيها أجزاء واسعة من العاصمة خارج سلطة الحكومة السورية , وفي الوقت نفسه، فأن إسرائيل ستكون سعيدة و راضية عن إمكانية أن تقطع الجماعات التكفيرية المتعددة الجنسيات (الدواعش الجدد) طريق خاناصر، هذا الطريق حاسم لشاحنات الإمداد المتجهة إلى لبنان. إذا تم عرقلة هذا الطريق، فإنه سيجبر #إيران على استخدام طرق أطول وأكثر ضعفا، مما قد يزيد من احتمال هجمات داعش والضربات الإسرائيلية التي تستهدف الشحنات في طريقها إلى #حزب_الله, وهذا هدف ثانوي او قل تكتيكي وليس استراتيجي وراء هجوم اليهود السود على مدينة #حلب و ريفها وتقدمهم نحو #حماه , بالنسبة لامريكا وإسرائيل ان الهدف الأعلى و الاثمن هو إعادة انتاج الطائفية و الصراع السني الشيعي من جديد وتبدو المؤشرات الحيوية لهذا المشروع قوية .
سيكون من الصعب تقديم حل سياسياً في اجتماع #الدوحة القادمة يوم الجمعة لاسيما #إيران ستواجه تحديات كبيرة أثناء تنقلها في الحقائق الجيوسياسية المتغيرة،وفي ظل السياسات التي لا يمكن التنبؤ بها للرئيس دونالد ترامب آنذاك, لا تستطيع #طهران تحمل التخلي عن حليفها السوري، لأن القيام بذلك من شأنه أن يقوض بشدة نفوذها في كل من #سوريا و #لبنان ويضعف طرق إمداداتها الحرجة إلى #حزب_الله ,كما تشكل العقوبات الاقتصادية قيودا إضافية تعرضها الى ضغط هائل يجعلها في حالة حرجة جدا في التعامل مع التحديات او الحروب المقبلة ان وقعت او اتسعت جغرافيا .
مما لاشك فيه ان التوازن غير المستقر بين الحفاظ على نفوذ ايران الإقليمي و معالجة الضغوط الاقتصادية المحلية يعد تعقيدا لحسابات #طهران الاستراتيجية.
يعكس صراع اليوم تطور الحرب السورية، الذي تشكل من خلال التحالفات المتغيرة، وخطوط المواجهة الجديدة، والأهداف المتغيرة التي تتجاوز ديناميات المراحل السابقة , وحروب عام 2024 مختلفة تماما عن حروب 2011 , 2013, و 2015 , ومع تعسر الحلول السياسية تبدو ان المنطقة تنتظرها حرب طويلة الأمد سوف تستنزف الأموال و الأرواح و تهدر الدماء واذا انفقت #قطر لوحدها على محاولة اسقاط الأسد 137 مليار دولار في المحاولة الاولى , فان السؤال المهم كم رصدت هذه المرة لهذه المهمة و هل سوف ينفق العرب معها نصف تريلون دولار مرة أخرى لأجل اسقاط حكومة الأسد وتهرب الصيده كما صرح رئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم؟