أسوار // مع انحسار التوترات العسكرية في الجنوب اللبناني، بدأت أعداد كبيرة من اللبنانيين بالعودة إلى قراهم وبلداتهم التي اضطروا لمغادرتها بفعل النزاع الأخير.
ورغم مشاعر الفرح والراحة التي ترافقهم أثناء العودة إلى منازلهم وأراضيهم، فإن مشهد الدمار الذي تركته الأحداث خلفها يضيف إلى فرحتهم شعورًا بالحزن والأسى.
فرحة العودة.. استعادة الجذور
ولطالما كانت العودة إلى الجنوب حلماً لأهله الذين أجبروا على النزوح وترك أراضيهم بسبب القصف والنزاعات.
وبالنسبة للكثيرين، العودة ليست مجرد خطوة لاستئناف الحياة اليومية، بل هي فعل ارتباط بالأرض والجذور.
مشاعر الفرح لدى العائدين تملأ الطرقات، حيث تسير القوافل العائلية في مشاهد تعكس أمل اللبنانيين في حياة جديدة رغم كل التحديات.
لكن هذه العودة ليست خالية من الصدمات. مشاهد الدمار التي تنتظر العائدين في قراهم تُلقي بثقلها على قلوبهم.
منازل مدمرة، بنى تحتية متضررة، وحقول زراعية باتت غير قابلة للاستثمار.
وبالنسبة للكثيرين، التحدي الأكبر هو كيفية إعادة بناء حياتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان.
ويحاول البعض أن يرى في هذا الدمار فرصة لبداية جديدة، بينما يشعر آخرون بثقل فقدان كل ما عملوا على بنائه لسنوات طويلة.
ومع ذلك، يظهر اللبنانيون مجدداً قدرتهم على التكيف، حيث بدأت المبادرات المحلية والدولية لتقديم الدعم والمساعدات لإعادة الإعمار.
ويعبّر الأهالي عن شعورهم بالفخر بالانتصارات التي حققتها المقاومة اللبنانية وحزب الله في مواجهة العدوانات التي تعرض لها لبنان.
ويرى هؤلاء العائدون في هذه الانتصارات استعادة للكرامة الوطنية، ويعتبرونها علامة على صمودهم أمام التحديات الكبيرة التي مروا بها.
وبالنسب لهم، المقاومة لم تكن مجرد تحرك عسكري بل كانت جزءاً أساسياً من هوية الجنوب اللبناني، وما حققته من انتصارات هو مصدر فخر لهم وللأجيال القادمة.
ويقول مراطنون، ان العودة إلى الجنوب ليست فقط إعادة بناء للمنازل، بل هي إعادة بناء للأمل والثقة بالمستقبل.
ويتطلب الأمر تعاون كبير بين الجهات الرسمية، المنظمات الدولية، والمجتمع المحلي لتحسين الظروف وتخفيف معاناة العائدين.