أسوار // وصف السفير العالمي للسلام ورئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، اليوم الأحد (3 تشرين الثاني 2024)، أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في لبنان، وبالتحديد عملية الإنزال في البترون، يعطينا الانطباع بأننا نشاهد فيلم رعب على كوكب بلا دولة ولا شعب ولا قانون”، واصفاً هذا العمل بـ “الخطير والوقح”.
وانتقد غملوش، وفق بيان، الإهمال الذي يتعرض له النازحون، مؤكداً أن “القاطنين في المنزل الواحد في إحدى المحافظات وصل إلى 8 عائلات، لم يحصلوا جميعهم على أي نوع من المساعدات، بعدما صم بعض المسؤولين آذانهم عن سماع صوت معاناة الناس ومطالبهم المحقة”.
ودعا إلى “التفتيش عن مشاريع سكنية لإيواء النازحين، خصوصاً أننا على أبواب فصل الشتاء، والمستلزمات الأساسية غير متوافرة من تدفئة وبطانيات وفرش وغيرها، ما يدفع الكثيرين منهم إلى مغادرة الأماكن التي نزحوا إليها إلى أماكن أكثر ملاءمة لظروفهم”.
ونوّه غملوش إلى “جلب منشآت جاهزة توضع على عقارات تابعة للدولة، يتم التحضير لها بالتعاون مع إحدى الدول العربية، كحل لمشكلة النزوح التي تتجدد باستمرار بسبب سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها العدو الصهيوني، مشيراً إلى أنه “في هذا الوقت بالذات يجب أن يشعر المواطن أنه يعيش في كنف دولة ترعاه وتحافظ على كرامته”.
وتابع، “إن معظم الناس الذين يتصلون بجمعيتنا يشتكون من ندرة المساعدات التي يحصلون عليها، وهناك من حجبت عنه كلياً، في وقت يتم تداول معلومات عن أن المساعدات يتم تخزينها، وتصدر تصاريح عن نواب تتهم بعض الأحزاب بتجاوزات في هذا الموضوع. نحن لا ننكر أن الحاجة تفوق القدرات بكثير، ولكن المطلوب في هذا الوقت بالذات التعالي عن المصالح الخاصة والحسابات الشخصية، ولنتطلع إلى مصلحة المواطن أولاً ولو لمرة واحدة، فتمسك الدولة زمام الأمور وتعمد إلى الإفراج فوراً عن المساعدات وتشرك القوى الأمنية من قوى أمن وجيش في عملية التوزيع، فنحن من المؤمنين بأن الدولة فقط هي الرافعة للمواطن وهي التي تصون كرامته وتحفظ أمنه وأمانه”.
من جهة أخرى، لفت غملوش إلى أن “المطلوب هو التشدد في قمع الإشكالات التي تحصل بين المجتمعات المضيفة والنازحين، لأن التقاتل الداخلي خط أحمر، وبالتالي المطلوب من الفريقين التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتعالي عن صغائر الأمور والخلافات البسيطة لتمرير هذه الفترة التي نخسر فيها البشر والحجر”، داعياً القوى الأمنية إلى “الضرب بيد من حديد ومعاقبة كل من تسول له نفسه العبث بالسلم الأهلي أياً كانت الجهة التي ينتمي إليها”.
وأكمل بالقول، “إن العدو يعمد من خلال استهداف المتاحف والمنازل والقصور الأثرية القديمة والمساجد والمقامات الدينية إلى تدمير رموز ثقافية ودينية بهدف المسّ بهويتنا وطمس تاريخنا وتقويض وحدتنا، كما أنه يهدف إلى التأثير نفسياً واجتماعياً على الأهالي”، مشيراً إلى أن “هذا النوع من الاعتداءات يعد انتهاكاً دولياً وتجرّمه اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية”.
وختم غملوش: “فلنتذكر دائماً، مسؤولين ومواطنين، أننا ننتمي إلى وطن قبل انتمائنا إلى الطائفة، والمطلوب منا التشارك في الخيارات الوطنية ومواجهة المآسي التي تمرّ علينا بالتعاضد والوحدة كي نستطيع اجتياز الأزمات”.