أسوار //
علي محسن التميمي
لاشك أننا اليوم على اعتبات ثورة تكنولوجية معلوماتية تغير الحياة البشرية وهذه الثورة يقودها التطور الاصطناعي والتكنولوجي ،وستكون ثورة شاملة على مختلف الصعد والمستويات الأمنية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية فهي في كل المجالات الإنسانية ومن المعروف ان الذكاء الاصطناعي هو احد فروع الكومبيوتر المعني بالكيفية التي من خلالها يتم محاكاة الآلات لسلوك البشر فهو علم يختص بإنشاء الأجهزة والبرامج الكومبيوترية وتكون قادرة على التفكير بنفس طريقة العقل البشري ، والحروب كأحد قضايا العصر وكونها مستمرة باستمرار البشرية ،فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب من خلال الروبوتات والطائرات من غير الطيار (الدرونز ) اختصاراً للزمن وللكلفة الاقتصادية القليلة نسبياً وللحفاظ على الموارد البشرية وتقليل خسائرها وكذلك لأجل دقة الإصابة للأهداف ،وفي هذه الورقة البحثية سنتحدث عن ثلاثة محاور وخاتمه
المحور الأول : الحروب الروبوتية الماهية والأنواع
المحور الثاني : حروب الدرونز التعريف والأنواع
المحور الثالث : كيفية المواجهة
المحور الأول : الحروب الروبوتية الماهية والأنواع
ان الروبوتات عبارة عن آلة ميكانيكية تُقاد من خلال عقل إلكتروني يتم توجيه من قبل الإنسان سواء عبر التشغيل والقيادة المباشرة أو عبر برنامج معد خصيصاً لأغراض متعددة بتعدد استخدامات الروبوتات ،وهو على أنواع لكن ما يخصنا هو الروبوت المستخدم في الحروب :
فهو عبارة عن وحدات مجهزة باسلحة ضاربة يمكن توجيهها من خلال غرفة التحكم والسيطرة ويتم توجيه ضربات لاهداف بشرية او غيرها كما هو موجود في الحدود بين دولة كوريا الشمالية والجنوبية، أو من خلال ادخال برنامج كما ذكرنا، او قد يكون الروبوت عبارة عن آلية صغيرة للمراقبة او الاستطلاع او الإنقاذ وهنالك أنواع عديدة ن الروبوتات منها :
-الروبوت ذوي الأربع عجلات
وهو روبوت لدية إمكانية للتنقل بسهولة عبر اربع عجلات ويمكن لهذا الروبوت ان يتنقل في كل الأماكن الوعرة والجبلية ولديه قدرة كبيرة على امتصاص الصدمات ويمكن ان يستخدم هذا الروبوت بتامين المنشئات العسكرية او في حرب المدن او المساهمة بالانقاذ وقد تم استخدام هذا النوع من الروبوتات في العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة الامريكية
الروبوت الافعى :
يستخدم هذا النوع من الروبوتات من قبل الجيش الاسرائيلي وعبارة عن روبوت على شكل أفعى يقوم خلال المشي بنفس حركة الإفعى ويمكن استخدامه في تصوير الأماكن المراد جمع المعلومات عنها واكتشاف الإنفاق والكهوف ولا يحتاج الا لابتوب واحد يتحكم به شخص واحد
روبوت للمواد الخطرة :
ويستخدم هذا الروبوت من قبل الولايات المتحدة الامريكية في حربها في العراق لاجل افشال العبوات الناسفة او التحرك على الأشياء المشبوهة والموجودة على قارعة الطريق وتستخدمه وحدة الدفاع الاسرائيلي ايضاً
ان استخدام هذه الروبوتات هو لاجل التقليل من الخسائر البشرية وتحقيق افضل النتائج في مواجهة الأعداء وقلة الكلفة ويمكن ان تصنع هذه الروبوتات محلياً وتملك الولايات المتحدة الأمريكة (20،000) عشرون الف وحدة من روبوتات
وقد تكون الروبوتات عبارة عن أسلحة ذاتية التشغيل وتقوم بادوار عديدة منها جهود الرقابة والرصد وكذلك إطلاق النيران والحماية للقوات المراد حمايتها
المحور الثاني : حروب الدرونز الماهية والأنواع
ان الدرونز من تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويشار الى الطائرات من غير الطيار ” وهي كلمة انكليزية ” ، فيشار الى ” العربات غير المأهولة ” اذا كانت غير مسلحة وتنحصر مهمة هذه الطائرات بالاستطلاعات والمراقبة المتعددة الأغراض ، اما اسم ” العربات الجوية القتالية غير المأهولة ” فتطلق على الطائرات من غير الطيار اذا كانت قادرة على إطلاق الصواريخ والقاء المتفجرات
والإنسان جزء من التقنيات العسكرية التي تسمى ” الانسلة” اَي استخدام الانسان الآلي او الروبوت ، والهدف منها هو الحفاظ على ارواح الجنود وعدم تعرظهم للخطر في ساحات المعارك ،وكانت بداية استخدماها للاستطلاع والمراقبة لكن بعد مدة تم تطوريها واستخدمها لأغراض قتالية في أفغانستان وفِي العراق وفِي اليمن لقتل قادة التنظيمات الإرهابية
ومن أنواع الدرونز هو ” الدرونز الجوية ” وتتعدد استخدامات هذا النوع بكثرة وهناك ثلاث استخدامات رئيسة منها الاولى تستخدم في المهام اللوجستية مثل استخدام البحرية الامريكية ” الدرونز المروحية ” من طراز ” كيه ماكس ” والثانية لأجل الرصد والرقابة مثل الدرونز الامريكية الصنع ” جلوبال هاوك ” وتستخدم للتجسس على الاتصالات في مناطق التي يكون فيها صراعات وتقوم الوظيفة الثالثة للدروز هي الوظيفة القتالية مثل الدرونز للأمريكية نوع ” بربراتور” و ” وريبر “
المحور الثالث : كيفية المواجهة
وإذا اردنا ان نواجه هذا التحدي في العراق، ففي ظل هذ التطور الكبير في صناعة الربوتات والدرونز فأن المواجهة ليست بالسهلة إطلاقاً بل تحتاج الى عدة خطوات من قبل الحكومات التي تستهدف بحروب من هذا النوع وحسب فهمنا فان المواجهة تكون عبرة عدة نقاط منها :
1-تخصيص الاموال اللازمة ” من خلال الموازنة ” او تخصيص جزء من موازنة القوات الأمنية لهذا الغرض بعد إعداد دراسات الجدوى
2-إنشاء قسم أو هيئة أو مديرية يعنى بهذا النوع من الحروب ويستقطب لهذه الهيئة اصحاب الخبرة من المهندسين والتقنيين بالقضايا الإلكترونية ويكون عمل هذه المديرية أو القسم ما يلي :
أ- أجراء الأبحاث والدراسات حول الحروب الحديثة ، لمعرفة التطورات السريعة التي تخص هذا النوع من الحروب
ب- الاشراف والمتابعة لشراء منظومة مراقبة حديثة لأجواء العراق ، ويكون ذلك من خلال التعاقد مع دول متطورة في هذا المجال شريطته ان تكون من غير الدول التي كانت محتلة للعراق .
ج-تصنيع طائرات الدرونز من خلال التنسيق مع وزارة الصناعة ” الصناعات الحربية ” للعلم هنالك العديد من المخترعين العراقيين يمكن الاستعانة بهم
الخـــلاصة
ان الحروب الروبوتية وحروب الدرونز ستكون حروب المستقبل بسبب دقة إصابة الأهداف و رخص أسعار الدرونز مقارنة بالطائرات الحربية مع العلم البعض منها يؤدي نفس الغرض ونفس النتيجة ، يضاف له قلة الخسائر البشرية بالنسبة للمهاجمين ” فالمتحكم بها يبعد عّن الطائرة من غير الطيار الالاف الكيلومترات ، بالاضافة الى قدرتها على الاستطلاع والرقابة وجمع المعلومات بشكل كبير .
وكما لها فوائد وامتيازات ولكن لها ايضاً مشاكل وفجوات فيمكن ان يتم اختراق هذه الروبوتات والطائرات من غير طيار من خلال الردع السيبراني للخصم ومن مضارها ايضا هو عدم قدرتها على التمييز بين البشر “الأعداء وغير الأعداء ”
وقد اتجهت الدول الكبرى للتنافس فيما بينها على صناعة وتطوير الروبوتات والدرونز مثل امريكا وروسيا والصين وخصصت لها موازنات ضخمة ولا يقتصر استخدام هذه التقنيات الحديثة من قبل الدول بل استخدمت من فواعل من غير الدول مثل المنظمات الإرهابية والإجرامية ، ونعتقد ان السنوات القادمة سيتم تطوير هذه التقنيات لاستخدامها في مواجهة التنظيمات الإرهابية والإجرامية فضلاً عن الاستخدامات العسكرية
وان المواجهة في العراق تكون عبر تخصيص الأموال والموازنات اللازمة وإنشاء جهة ” هيئة ” مختصة بالحروب الحديثة ،والتعاقد لشراء منظومات مراقبة حديثة شريطته ان لا تكون من دول كانت محتلة للعراق ، مع البدأ بتصنيع هذه الطائرات والربوتات واستخدامها في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتامين الحدود ،بل وفي مجلات الزراعة.