الجيل السابع من الحروب،
حرب الروبوتات. (GW7)
منتظر الزيدي
ان البحث في اجيال الحروب واعدادها بات يضاهي البحث في اجيال الهواتف الذكية سرعةً. فمنذ اول حرب قام بها الانسان قديماً الى ماقبل مائة عام، لم يعرف الانسان سوى الجيل الاول وهي(حرب الجيش مقابل جيش) . لكن منذ الحرب العالمية الاولى مرورا بالثانية وحرب فيتنام والكورية، والخليج الاولى واحتلال العراق، شهدت هذه ال100 سنة تطورَ خمسة اجيال من الحروب، -اضافة للجيل الاول-وكلها على يد الغرب وامريكا. الا ان كل تلك الاجيال في كفة، وما ينتظره العالم في قادم السنين في كفة اخرى. حيث الحرب ستكون دون اطلاق رصاصة واحدة او تجنيد (عميل) واحد، ولا هدر مليارات الدولارات على تغيير ثقافة او تحييد آراء او انقلابات الخ. بل ستكون حرب ال(microchips) وهي ما تنبأ بها بعض الباحثين في المجالات العسكرية والتقنية. وتحدثت تلك البحوث عن امكانية زرع رقائق نانو في اجساد جيش الخصم وتفجيرها عن بعد، ورغم بعد تلك النظرية عن التطبيق الا انه تم تعديل كبير عليها لتلائم الواقع.
الهاتف سلاح.
بحسب تقرير(العالم الرقمي) لعام 2023، فان اكثر من ( 5 مليار ) انسان حول العالم يحملون الهواتف الذكية ببطارية ليثيوم. وقد تتحول بعض هذه الهواتف او الاجهزة الالكترونية الاخرى الى قنابل موقوتة في اي لحظة. فيكفي ان يحدث صراع بين نظامين او مجموعة ارهابية ونظام ،ان تستورد او تصدر هواتف قابلة للانفجار عبر عملاءَ وبرمز(code) معين، يمكنه احداث فوضى او اضرار بين المدنيين او المقاتلين. وهذا ما ما شهده لبنان مؤخرا من انفجار اجهزة (البيجر).
صواريخ الرجل الفقير.
يرى البعض ان حرب اوكرانيا-روسيا ،هي من افتتحت حرب الجيل الجديد من (حرب الروبوتات). باستخدام طائرات ال (drone) الانتحارية في الجبهات والخنادق، وهذه الطائرات شكلت في بعض المعارك، رغم بدائية الفكرة، طفرة في تحييد الجنود وقصف الاهداف بدقة عالية وكلفة منخفضة، من خلال تركيب عبوة انفجارية داخل طائرة لا تتجاوز كلفتها كلفة قذيفة الهاون -باختلاف الدقة في التصويب بين الاثنين-. وهنا يطرح السؤال نفسه. ماذا لو تم تطوير تقنية الدرون الى النانو،؟وماذا لو كانت العبوة الانفجارية هي الطائرة وليس العكس.؟ وكم من الجيوش الكبرى الان تسابق الزمن لتثبيت اقدامها في تكنلوجيا الاستهداف الذكي للروبوتات.؟.هذه التقنية ستكون عامل الحسم في المعارك المستقبلية. حيث لا يستطيع ال (s500,s400) اسقاطها ، ولا القبة الحديدية او (cRam) الامريكية. ولا توجد مقارنة بين التكلفة البسيطة للمهاجم والباهظة للمدافع.وعدم توقع حدوث الانفجار او الهجوم ولا يمكن التنبؤ بساحة المعركة .
الباب الصهيوني لن يغلق.
لقد فتح العدو على نفسه وعلى العالم بإسره،باباً لن يوارب ابدا. فقد اعطى “بالمجان ” براءة اختراع (خبيثة) للعالم، قد تستخدم عاجلا ام اجلا ضد مصالحه او مصالح حلفائه في الغرب وفي مقدمتهم امريكا. ولن يعود العالم وحروبه الى ما قبل(17 سبتمبر)، وقد يتغير شكل الحروب الناعمة الى جيل ما بعد الجيل السادس وهو جيل الروبوتات.