أسوار // كشفت وثائق مسربة، تفاصيل استخدام إحدى شركاء فيسبوك في مجال التسويق، لتقنيات متطورة للتنصت على المستخدمين عبر ميكروفونات هواتفهم وأجهزة التلفزيون الذكية في منازلهم، لاستهدافهم بالإعلانات.
وتستخدم شركة Cox Media Group، التي تُعد واحدة من كبرى شركات الإعلام التلفزيوني والإذاعي، برنامج “الاستماع النشط” Active Listening المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يلتقط بيانات نوايا المستخدمين في الوقت الفعلي عن طريق الاستماع إلى محادثاتهم، وفقاً لموقع 40media.
وتقوم الشركة بدمج هذه البيانات مع سلوكيات المستخدمين على مختلف التطبيقات والمنصات الرقمية، لتمكين المعلنين من استهداف المستهلكين بشكل أكثر دقة.
وفي عرض تقديمي للعملاء المحتملين، تباهت CMG بأن كلاً من فيسبوك وجوجل وأمازون يستخدمون خدمة “الاستماع النشط”.
ولكن بعد تواصل 404media مع جوجل بخصوص هذه الشراكة، أزالت الأخيرة CMG من قائمة شركاء برنامجها الإعلاني، ما دفع “ميتا” لمراجعة تعاملاتها أيضاً مع شركة الإعلام للتأكد من عدم انتهاكها لسياساتها.
من جانبها، نفت أمازون أي تعاون مع (CMG) في هذا البرنامج، مؤكدة أنها لم تعمل أبداً مع الشركة في هذا المجال، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا تبيّن أن أحد شركائها التسويقيين خالف القواعد.
وتُعتبر هذه التسريبات الأحدث ضمن سلسلة من التقارير التي نشرها موقع 404media خلال العام الماضي، والتي سلطت الضوء على خدمات الاستهداف الإعلاني المبني على البيانات الصوتية المجمعة دون إذن المستخدمين، التي تجمعها CMG.
وفي ديسمبر الماضي، كشف الموقع ذاته عن تفاصيل مشابهة بشأن تقنيات “الاستماع النشط”، ما زاد من الشكوك بشأن استغلال الشركات للهواتف الذكية للاستماع إلى محادثات المستخدمين.
وفي مدونة نُشرت في نوفمبر 2023 تم حذفها لاحقاً، ذكرت Cox Media Group أن الاستماع إلى المحادثات من خلال الأجهزة الذكية هو أمر قانوني، مشيرة إلى أن شروط الاستخدام الطويلة التي يوافق عليها المستخدمون عند تحميل التطبيقات أو تحديثها تتضمن في بعض الأحيان موافقة على التعرض لهذا النوع من التقنيات.
وتُقدم CMG خدمات الاستماع النشط مقابل رسوم تصل إلى 100 دولار يومياً لاستهداف الأشخاص داخل دائرة نصف قطرها 10 أميال، و200 دولار يومياً لاستهداف الأشخاص داخل دائرة نصف قطرها 20 ميلاً.
وعلى الرغم من أن الشركة لم تكشف عن كيفية حصولها على بيانات الصوت، إلا أنها أكدت قدرتها على تحديد المستخدمين “الجاهزين للشراء” وإنشاء قوائم إعلانات مستهدفة بناء على اهتماماتهم.