
أسوار //
غالب حسن الشابندر
في الوقت الذي تؤكد فيه حكومة السيد محمد شياع السوداني على التزامها ببنود الاتفاقية الاستراتيجة بين العراق وقوات التحالف الدولي وانها لن تسمح للطرف الثاني بأي موقف يتعارض مع تلك البنود، نجد هناك أطرافاً بعضها مشارك فعلا بالحكومة تستهدف قوات التحالف الدولي بنيرانها بين فترة واخرى، بحجة ان تواجدها على ارض العراق يشكل انتهاكا للسيادة الوطنية.
الحكومة من جانبها اكدت اكثر من مرة ان هذا التواجد بموافقتها ومحكوم ببنود اتفق عليها الطرفان، الامر الذي يكشف عن رفض الحكومة لهذه الاستهدافات، حيث اخبرت الحكومة في نفس الوقت هذه القوات ان حمايتها جزء لا يتجزء من مهماتها، ولن تسمح بمثل هذه الاستهدافات.
النقطة المثيرة ان الجهات التي تمارس هذا العمل فضلا عن كون بعضها مشاركًا في البرلمان والسلطة التنفيذية ترفض اتهام سياستها هذه على لسان الحكومة، من جهة كونها مواقف لا تعبر عن سياسة الحكومة بل تعارضها، مما يكشف وبكل بساطة ان هذه الجهات وفي ضوء هذا التخبط انما تعبر عن عدم التزامها بسياسة الحكومة، بل لا تعير احتراما لسياستها في هذه القضية بالذات.
ان سياسة قدم في الحكومة وقدم في المعارضة تنطبق تماما على هذه الجهات، وهي – هذه الجهات – غير مستعدة لحسم أمرها مع الحكومة المشاركة فيها، حيث تستوجب المشاركة الانسجام مع سياسة الحكومة والا عليها الاعلان عن عدم انسجامها مع سياسة الحكومة لحجة واخرى، ومن ثم انتهاج اسلوب المعارضة، وفي غير ذلك يحق للمراقب ان يتهم هذه الجهات انها بهدف اسقاط هيبة ألدولة.