
أسوار // ادناه ما ورد في مجلة فورين بوليس الامريكية، ننشره من غير ان تبنى بالضرورة وجهة النظر التي وردت فيه:
مصدر إلهام الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الرئيسي ربما يكون مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران “آية الله الخميني”. فسياسة الصدر الاستراتيجية التي يمزج فيها بين القومية العراقية، ومعاداة الغرب، والإسلام الشيعي، قد يقلد فيها نهج الامام الخميني، بحسب وصف مجلة Foreign Policy الأمريكية.
فمثلما فعل الخميني في إيران، اعتمد الصدر ووالده من قبله في بناء قاعدة مؤيديهما على شعبيتهما بين شيعة العراق “المستضعفين” (وهي الكلمة التي استخدمها الامام الخميني وغيره لوصف الإيرانيين الذين أهملهم النظام الملكي، والذين باسمهم قامت الثورة الإيرانية).
وصاغ الصدر سياساته حول المشاعر المتنامية في العراق وفق ادراكه بان الغالبية العظمى من الناس ترفض أيديولوجية الحركات المسيسة، وتفضل الحكومات البراغماتية التي يمكنها توفير مزيد من فرص العمل للشباب، وإصلاح المؤسسات الدينية، وتعزيز الخدمات العامة.
ينحدر الصدر من عائلة من رجال الدين الشيعة. وأحد أعمامه الأوائل كان من بين قادة الثورة العراقية التي قامت عام 1920 على الاحتلال البريطاني. وصهره، “آية الله العظمى” محمد باقر الصدر (1935-1980)، يعد أحد أهم علماء الشيعة في القرن العشرين.
كان باقر الصدر أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية الشيعي في الستينيات، وكان منظِّر أفكاره. وبعد تأسيس جمهورية اران الإسلامية اتهم نظام صدام ، باقر الصدر بمحاولة شن ثورة مماثلة في العراق. وخوفاً من ذلك، أعدم النظام باقر الصدر عام 1980. وبعد أكثر من 40 عاماً، يبدو أن مقتدى الصدر يرغب في تحويل هذه الثورة إلى حقيقة.
تقول فورين بوليسي إن خطاب الصدر تطور بدرجة مماثلة على مر السنين. فقد رسم مشاعر معاداة الولايات المتحدة عقب غزو عام 2003، وحافظ على الخطاب القوي المناهض لإسرائيل على مدار العقدين الماضيين، لكنه أيضاً عدّل أيديولوجيته وتركيزه على التغيير مع الزمن، وتحول من الطائفية الشيعية الصريحة في السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي إلى القومية العراقية في السنوات الأخيرة.
ولطالما شغل الصدريون وأتباعهم مناصب رئيسية في الحكومات التي أعقبت غزو 2003 للعراق، ولكن برفض الصدر المساهمة بدور مباشر في الحكومة، تمكّن من تأكيد عدم مسؤوليته عن تناقضات الحكومة وأخطائها. وسعى، عوضاً عن ذلك، لتعزيز صورة “رجل الشعب”. والحفاظ على دور المراقب من الخارج جزء من هدفه الأكبر.
وأحداث الأيام الماضية ألقت بعملية تشكيل الحكومة العراقية في فوضى عارمة. فبعد أن اقتحم أنصار الصدر مجلس النواب والمنطقة الخضراء بعد دعوته للثورة، تصاعدت التوترات. وهدد معارضو الصدر بشن “ثورة مضادة”، ويشعر كثير من العراقيين أنهم على شفا حرب أهلية. والآن، يدعو الصدر إلى انتخابات جديدة فيما يواصل أنصاره التجمع داخل البرلمان وحوله، وهذا يطيل فترة انعدام الاستقرار السياسي في البلاد. لكن هذا هو تحديداً هدف الصدر الأكبر: إثارة البلاد واختطاف المشاعر الشعبية، ليصبح الرجل الأقوى في العراق، كما تقول المجلة الأمريكية.
تقول فورين بوليسي إن الصدر يحرص الصدر على زيارة إيران بانتظام لأسباب عائلية ودينية. فعام 2019، احتفل الصدر بيوم عاشوراء بزيارة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في طهران. وبعد بضعة أشهر، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، خلال ذروة احتجاجات أكتوبر/تشرين، شوهد الصدر في مدينة قم، المدينة التي درس بها والعاصمة الدينية لإيران.
وفي فبراير/شباط من هذا العام، عقب اجتماع الصدر مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، العميد إسماعيل قاآني، خرج ببيان عن تشكيل الحكومة العراقية وردد مقولة الخميني: “حكومة أغلبية وطنية… لا شرقية ولا غربية”. والصدر ليس معادياً لإيران؛ بل جل ما يريده أن يكون الشخصية الأساسية التي يتعامل معها الإيرانيون (والجميع).
وتقول فورين بوليسي بالنهاية، إن “الصدر يمارس لعبة النفَس الطويل في العراق، ويصور نفسه على أنه البديل المعقول لزعيم العراق .
لكن كاتبا عراقيا، في تواصل أسوار معه عقّب على معالجة فورين بوليس بالقول، ان هذه المقارنة لا تصح، فليس هنالك من شخص واحد يقارن بين شخصية مقتدى والسيد الخميني ، معتبرا ان مقتدى رجل بسيط التعليم والثقافة فيما الامام الخميني عالم ومرجع وقائد ثورة . وتابع : دليك بسيط على ذلك ان الايرانيين قبل الثورة الاسلامية كانوا يرون في الطبيب العراقي ساحرا ، اما اما الان فنحن نتطبب عندهم ، وقس على ذلك.