
أسوار //
قاسم الغراوي
لايمكن ان ننكر ما للتيار الصدري من تأثير شعبوي وتأثير سياسي على حد سواء، وهو رقم صعب في المعادلة السياسية وفي تشكيل الحكومات، وغالبا مايكون الفائز المتصدر للإنتخابات لكنه في هذه المره اخذ منحى اخر وموقف يختلف عن سابقاتها من المواقف. فقد اصر السيد مقتدى الصدر على حكومة الاغلبية السياسية بينما يؤكد خصومه على التوافقية ووصل الأمر أخيرا الى الانسحاب والاستقالة من العملية السياسية.
ومتابعة لهذه المواقف المتغيرة من العملية السياسية غالبا ما يلجأ التيار الصدري الى خيار الانسحاب من العملية السياسية ومقاطعة الانتخابات منذ العام 2003.
نستعرض معاً تواريخ انسحابات التيار الصدري والعودة وبالارقام :
٢٠١٣/٨/٥ يعلن انسحابه من العملية السياسية.
٢٠١٤/٢/١٦ يعلن انسحابه من العملية السياسية.
٢٠١٦/٣/١٠ يعتزل الحياة السياسية و يغلق مكتبه الخاص.
٢٠١٨/٦/٢٣ يعلن انسحابه و غلق مكاتب التيار الصدري.
٢٠٢٢/٦/١٢ الصدر يوجه بتقديم استقالات أعضاء الكتلة الصدرية إلى رئيس البرلمان.
و ابان حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أمر التيار الصدري، وزراء الكتلة الصدرية، بالانسحاب من الحكومة العراقية، كما وأعلن وزراء كتلة الاحرار، التي تمثل التيار الصدري، عن تقديم استقالاتهم إلى رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بسبب تعثر عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، وفقاً لوصفهم.
لكن غالبية مواقف التيار الصدري، انتهت بالعدول عن القرارات والعودة للمشاركة في العملية السياسية.
وتغيرت بوصلة الرؤية السياسية للسيد مقتدى الصدر بعد فوزه في الانتخابات بدرجة 180، وغيّر منهجه في التقارب مع المكونات الحزبية الاخرى الكردية (الحزب الديمقراطي الكردستاني) والسنية (السيادة) بعيدا عن المكون السياسي الشيعي الذي يضم الاطار التنسيقي الذي يحتوي الفتح والنصر والقانون والعصائب والمجلس الاعلى وتيار الحكمة.
السيد مقتدى الصدر له موقف ورؤية:
الموقف: انه ليس على وفاق مع دولة القانون وبالذات السيد المالكي مما صعب الامر والتقارب مع الاطار رغم محاولاته بعزل دولة القانون الا انه لم ينجح.
اما الرؤية: فهو السعي لحكومة اغلبية وطنية بعيدا عن التوافق وحدد من يكون في المعارضة مما عقد المشهد السياسي وواجه مشكلة في تشكيل الحكومة واختيار رئيس الجمهورية لكون خصومه يمتلكون الثلث المعطل.
واستمرت المبادرات دون جدوى وتأزمت الامور وذهبت الى التعقيد والتأزيم ووصل الحال الى اعلان السيد مقتدى الصدر اتباعه في البرلمان من تقديم استقالاتهم وانه في حل مع التحالف الثلاثي، فهل قرر النزول للشارع كورقة ضغط يرهب بها الخصوم او الانسحاب مناورة سياسية لكسب التاييد الشعبي للتاثير على المنظومة السياسية وافشالها ليعود اكثر صلابة في فرض شروطه لتشكيل الحكومة.
الايام حبلى بالمفاجآت وستخبرنا بما لا نعلم.