
أسوار // شنت الفضائية الرسمية للعراق هجمة شرسة طالت القضاء والرموز الدينية، بشكل مباشر عبر استضافة شخصية “مازومة” هاجمت فيها بعبارات هابطة الرموز، بينما لم تواجه باعتراض مقدم البرنامج او ادارة القناة.
واثرت التغييرات التي طرأت على ادارة قناة العراقية بشكل سلبي، وحرفت بوصلة خطابها الذي من خلاله تدعي وقوفها على الحياد، بينما تخندقت حزبياً لجهة دون جهة اخرى، كجزء من التغييرات التي طرأت على وضع العراق برمته ومؤسساته، لاسيما بعد ما افرزته ازمة تشرين من تظاهرات وانتخابات.
وسيطرت بعض الشخصيات المرتبطة بتظاهرات تشرين على ادارة القناة، و استقطبت عوائلها للعمل في الفضائية الرسمية بالشكل الذي جعلها تفرض سطوتها بالكامل على المؤسسة بالتقاسم مع احدى الجهات السياسية.
ويرى المحلل السياسي هيثم الخزعلي ان “ما جرى من تجاوز من قبل قناة العراقية هو خطوة أولى لتسقيط ومهاجمة القضاء العراقي، وإهانة رموز المكون الأكبر واستفزاز الإطار الشيعي، وهذا الامر له ما بعده ما لم يتم لجم المتجاوزيين”.
واوضح الخزعلي ان “دور العراقية دق اسفين بين أبناء المكون الواحد، وتهيئة الاجواء لفتح باب النقد والتسقيط للقضاء ومن ثم التهيئة لمهاجمته إعلاميا وعبر مواقع التواصل ثم التظاهرات ومهاجمة المحكمة الاتحادية هذا المخطط الذي كشف عنه احد قيادات تشرين بأحد لقاءاته”.
وشدد على ضرورة ان “يتم اتخاذ إجراء اللازم بحق المدعو سرمد الطائي وقناة العراقية ومقدم البرنامج، كما لابد من اطلاق تظاهرات احتجاجية للتجاوز على مراجع وشهداء الشيعة من قبل النواصب المتأمركين، وان نطلق هاشتاك لتمجيد الإمام الخامنئي وآل شهيد سليماني وتوضيح الحقائق امام الشعب العراقي “.
من جانبه يقول المحلل السياسي عقيل الطائي ان “بدء التجاوز العلني والنيل من القضاء ومراجع الدين، هو سابقة خطيرة تهدد السلم الاهلي، و تم تهيئة الصبيان والساقطين والاتفاق مع فضائيات تسوق هذا الامر لضرب المنظومة الدينية والقضائية”.
واوضح ان ” العراقية هي قناة الدولة الرسمية اي تمثل راي الحكومة فيجب ان تكون معتدلة حاضنة للجمهور، لكن عندما تولى المسؤولية شخصيات دونية عرفت بولائاتها للنظام السابق وكذلك لمخطط تشرين تغيير خطابها جذريا”.
واشار الى ان “هذة الاساءة تعتبر رسمية من قبل الحكومة العراقية، لانها صدرت من الناطق بلسان الدولة”.
بينما يقول المحلل السياسي ظاهر العقيلي ان “اداء قناة العراقية ليس بالجديد او المستغرب بل سبقتها عدة تجاوزات ومنها رفع علي ولي الله من الاذان ونقلها لحفلات غنائية ماجنة”.
وبين انها “تجاوزت على الشهيد الصدر الاول وطالبت بخلع حجاب بعض مقدمات البرامج وغيرها الكثير، واصبح منهجها منهج علماني الحادي خبيث يدس السم بالعسل”.
وفي ذات السياق يرى المحلل السياسي سلام الربيعي ان “الرموز الوطنية والشريفة والمضحية هي محط فخر واعتزاز لدى ملايين الشعب العراقي، وان العراقية هي قناة الدولة الرسمية التي تعتبر منبرا اعلاميا لطرح ماتتبناه الحكومة ومع شديد الاسف ان ماظهر على شاشة القناة لايمثل الا تطلعات ثلة حاقدة على العملية السياسية وتعمل على الاساءة الى الكثير”.
واضاف الربيعي ان “على ادارة العراقية ان تعتذر للشعب العراقي اولا وللسلطة القضائية العراقية ولكل من اساؤوا اليهم، ويجب على القضاء ان يتخذ كافة الاجراءات القانونية بحق مقدم البرنامج وضيفه وادارة القناة ومجلس الادارة”.
واشار الى انهم “اصبحوا اداة للتحريض وسكينا في خاصرة اللحمة الوطنية العراقية”.
من جهته يؤكد المحلل السياسي محمد فخري المولى ان “كل ما يحدث في العراقية محسوب وبموافقة مسبقة ، واذا لم ترفع الايدي عن شبكة الاعلام فلا جديد وستبقى بوقا حتى لافكار السلطة”.
وبخصوص لجوء المسيئين الى اربيل دعا المولى الى “ضرورة تفعيل كل القرارات الحكومية لعام 2017 ، لتجبر حكومة الاقليم على تغيير مواقفها، لان حبل المودة بات قريبا من الجفا”.
وحول ذات الموضوع يقول المحلل السياسي محمد الياسري ان “الشخصية التي تمت استضافتها، لم تكتف بالاساءة لمقام الولاية والمرجعية المقدس عند شيعة اهل البيت (ع) خصوصا والمسلمين عموما بل كشفت عن مواقفها السياسية عبر تبني خطاب طرف سياسي محدد هو الاخر يصب جام غضبه على ايران والمقاومة والحشد وعلى مقام الولاية وهذا يؤشر الى ان ما خرج منها يمثل رؤية ذلك الطرف السياسي”.
ويكمل الياسري ان “شبكة الاعلام العراقي تكررت اخطاءها كثيرا حول ايران والمقاومة والمرجعية والشيعة واستمرارها باستضافة الشخصيات المشبوهة يؤكد بان هناك نهج يراد ان يفرض على الشبكة الحكومية وتسويقه للمواطنين وهذا سيؤدي تبلور موقف لن يجلب السرور للمسؤولين عليها”.
وشدد على “ضرورة معاقبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح (الذي نشم منه رائحة التقصد)”.
من جانبه يؤكد المحلل السياسي ابراهيم السراج ان “شبكة الاعلام العراقي بموجب القانون هي شبكة بث عام وتمول من المال العام وتعمل من أجل اعلام عراقي هادف ومهني، ومما يؤخذ على الشبكة أنها انتهكت حتى قانونها وتعديلاته وأصبحت منصة لكل من يريد الإساءة إلى شريحة واسعة من المجتمع تحت بند حرية الإعلام وحرية التعبير”.
واوضح السراج انه “ليس غريبا أن تبث هذه الشبكة برنامجا تلفزيونيا يراد منه الإساءة إلى جهات معروفة تمثل سلطة الدولة ومن خلال قناة الدولة”.
وبين ان “مجلس الأمناء في شبكة الاعلام العراقي مهمته هو مراقبة وتقيم أداء شبكة الاعلام العراقي، الا أن شيء من هذا لم يحدث للاسف الشديد، ولم يصدر عنه أي تقرير تقييم أداء لعمل الشبكة”.
ودعا السراج “لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية الى استدعاء مجلس الأمناء ورئيس الشبكة واتخاذ الاجراء اللازم”.
بينما يقول المحلل السياسي مفيد السعيدي ان “مؤسسات الدولة بعد احداث تشرين اخذت تعمل وفق اجندات عمل مخالفة للثوابت والعادات العامة للمجتمع عبر بيوض زرعوها في المؤسسات العقائدية، لتفقس تلك بيوض التماسيح وتكشر عن انيابها”.
واوضح السعيدي ان “الاكتفاء بالتنديد لا يجدي نفعاً والابقاء على هذا الوضع يزيد من التدخل والتمادي لكن لابد ان تكون هناك روادع منها صلبة وناعمة اذا اردنا وضع حد لذلك، مشيراً الى ان “هناك لغز لدى البعض يجعله لا يحدد البوصلة بالتعامل مع هكذا تصرفات”.
وفي ذات الموضوع يرى المحلل السياسي ماجد الشويلي ان “قناة العراقية ومن على شاكلتها في شبكة الاعلام العراقي خرجت بممارستها هذه عن كونها القناة الرسمية للبلاد”.
مؤكداً ان “التطاول على الرموز الدينية فضلا عن تجاوزها وخرقه للقوانين والنظم المعتمدة في البلاد وهتك لقيم هذا الشعب الاصيل، فإنها تعرض سمعة العراق في المحيط الاقليمي والدولي الى الاساءة والتقبيح”.
واشار الى ان “التجاوز اساءة للجمهورية الاسلامية التي وقفت معنا بأحلك الظروف وقدمت من أجل نصرة الشعب العراقي على الإرهاب مايعجز البيان عن ذكره”.
وترى الكاتبة حليمة الساعدي ان “ميزانية العراقية الانفجارية يدفعها الشعب المسكين وتحديدا شعب الوسط والجنوب من خيراته ونفطه، شعب التضحيات والدفاع عن حياض الوطن وعن الاعراض والمقدسات شعب الحشد الشعبي والشهداء النجوم الليوث الابطال الذين قهروا اسطورة داعش وانهارت على ايديهم كل المؤامرات”.
وبينت الساعدي ان “بفعلتها تلك اثبتت انها غير عراقية ولا تختلف عن العربية الحدث والشرقية وغيرها من الفضائيات التي تأسست لتحرق جبهة العراق الشرقية التي يعيش على ظهرانيها الشعب “الشروكي” “.
ونوهت الى ان “الاعلام العراقي الرسمي والعربي والعالمي اداة فتنة تطل علينا يوميا ببرامج مسمومة تضخ، سموما حارقة باتجاه المؤسسة الدينية في النجف الاشرف وبأتجاه الوسط والجنوب علهم يحدثوا فتنة الاقتتال الشيعي الشيعي”.
ويشاطرها في الراي الكاتب اياد الامارة الذي يرى ان “شهيد الإسلام الخالد الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه في قلوب وعقول المؤمنين المقاومين الأخيار من ذوي العزة والكرامة والرفعة والإباء، وهو شهيد القدس الذي أعاد لهذه الأمة هيبتها في مواجهة العدوان الصهيوني الإستيطاني الإرهابي الغاصب”.
وبين ان “الشهيد سليماني لا يضره تطاول القصار الصغار الأذلاء كما لم يضر من قبله سيده أمير المؤمنين علي عليه السلام تطاول العورات عليه “.
وعلق المحلل السياسي اياد السماوي حول الموضوع بقوله ان “قرار القضاء العراقي الموّقر بإصدار أمر القبض بحق سرمد الطائي ، لا قيمة له إطلاقا ما لم يجد طريقه للتنفيذ”.
وبين ان “الطائي لا يقيم في دولة أخرى ، فهو يعيش في أربيل وتحت حماية حكومة أربيل وفخري كريم ، وحكومة أربيل لن تسلّم الطائي للقضاء العراقي ولو تعلّق السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى بأستار الكعبة”.
وختم حديثه بالقول :”قراركم غير قابل للتنفيذ ، فاستبدلوه بطرد محسن ضمد ونبيل جاسم من شبكة الإعلام العراقي”.
الى ذلك يعتقد المحلل السياسي د.عدنان السراج ان “ماحصل من تجاوزات خطيرة في برنامج المحايد لسعدون محسن ضمد هي قمة جبل الجليد في حكاية هذه المؤسسة وليست كل الحكاية، فالاداء العام لاعلام الدولة تحول وفق اجندة غير واضحة في حقبة الكاظمي الى اعلام معارضة يحاكي الشرقية ودجلة وغيرها من الفضائيات المعارضة”.
واوضح ان “الشبكة منذ اختيار اعضاء مجلس امنائها الشباب من قبل حميد الغزي ونعيم العبودي بطريقة غامضة وغير مفهومة اخذت تتجه بثلاث مسارات: الاول :حملة منظمة ومستمرة لاقصاء كل رموز الشبكة من مدراء ووجوه بارزة و ابعاد العشرات من الاعلاميين ومقدمي البرامج و المذيعين وشملت هذه الحملة المحللين والخبراء السياسيين وضيوف البرامج”.
وبين ان “الامر الاخر هو تحويل خطاب الشبكة من خطاب الدولة بكل ما يحتوي من توازن ومصداقية واعتدال وقيم تربوية الى خطاب المعارضة بكل مافيه من تحريض وانفعال وشحن عاطفي وانتقائية في تقسيط الرسمي وتعظيم الشعبي”.
ونوه السراج الى ان “الجانب الثالث هو تجاوزات ادارية ومالية واخلاقية ومحسوبيات غير مسبوقة وهدر مالي وكل هذه الامور ناتجة عن تشتت الادارة وتعدد مصادرها”.
وفي ذات السياق يؤكد المحلل السياسي جمعة العطواني ان “هذا الاستهداف ليس وليد الصدفة التي جمعت مقدم البرنامج الملحد (سعدون محسن ضمد)، مع المتهتك لقيم الاسلام والمجتمع المطلوب للقضاء سرمد الطائي”.
ويضيف العطواني ان “سكوت مقدم البرنامج على تجاوزات الضيف او( الرد بتمثيل ) واضح، يؤكد على ان ما يريد قوله سرمد الطائي يعبر عن وجهة نظر سعدون محسن ضمد، ولهذا تقرا على تقاسيم وجه الاخير، الرضا والاصغاء لما قاله سرمد”.
واوضح ان “مدير شبكة الاعلام العراقي ، قلم البعث ( نبيل جاسم) الذي تم تعيينه بهذا المنصب الحساس لتاريخه غير المشرف وحاضره المتواطئ هو جزء من مخطط التجاوز”.
واشار الى ان “موقف الشهيد القائد ابي مهدي المهندس من شبكة الاعلام وقنواتها الفضائية ابان معارك تحرير ارض العراق من تنظيمات داعش الارهابية يؤكد حقيقة سياسة هذه الشبكة وحقدها على الاسلام والتجربة السياسية الحالية”.
وفي السياق يقول المحلل السياسي ضياء الدين الهاشمي ان “هناك العديد من الاسباب تعد نقاط ضعف قاتلة، جعلت من المكون وتشكيلاته الحزبية في معرض الاستهداف والطعن وخسارة الجماهير، والنتيجة ضعف التمثيل وبقائهم في موقف المدافع المشغول في دوامة الجدل و إثبات الاحقية او صحة المشاريع والمتبنيات”.
وبين ان “ذلك دفع اربيل وحلفاءها لتوحيد الصف ومسك مواقع القوة في الخارجية والدفاع والداخلية والثقافة وهيأة الاعلام والاتصالات والمالية والبنك المركزي وغيرها من المواقع الساندة والداعمة ، للتمكن وتحمل الطرف الآخر الاخفاقات السابقة والحالية، وترسيخها في ذهنية الامة”.
مؤكداً انه “ينبغي على كل الاطراف المتضررة من الاستهداف ان يجعلوا تحالفهم (الاطار) مشروعا وحدويا ومنطلقا ثابتا صامدا غير مرحلي وكأنما هو الحزب المكون الجديد الذي تكون من تشكيلات الفتح والقانون وغيرهم، وتوحيد الخطاب الإعلامي في كل القنوات (آفاق والعهد والاتجاه … الخ)، والسعي إلى إزاحة الشخصيات الخبيثة التي تدير هيأة الإعلام والاتصالات “.
بينما يؤكد الكاتب والصحفي سلام الزبيدي ان “قضيتين فجروها لصرف انظار الاعلام عن القضية الاكبر، الاولى اسئلة امتحانات الثالث المتوسط، والثانية تجاوزات العراقية على القضاء والرموز”.
ونوه الى ان “القضية الاكبر والاهم هو تسلم السفيرة الامريكية الجديدة ” الينا رومانسكي” لمهامها ، وهي متخصصة بشؤون الارهاب، والكل يعلم ما هو الارهاب من وجهة النظر الامريكية، فالعراق احتل تحت ذريعة دعم الارهاب واي شخص لا يرى بامريكا بانها اساس الخراب والدمار في العراق فهو ارهابي”.
وختم حديثه بالقول ان “تلك السفيرة جاءت وبجعبتها مخطط لجعل العراق ساحة للاقتتال بين امريكا وبين من تراهم ارهابيين، سواء بشكل مباشر او عبر الحكومة المقبلة”.
وفي الختام يرى “مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية” محمود الهاشمي انه ” ليست هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها التجاوز على قيم الشعب العراقي ورموزه الدينية ومراجعه العظام ومحاهديه وشهدائه بل دئبت هذه القناة ومنذ ان اوكلت ادارتها الى نبيل جاسم على فقدانها الحيادية وعدم استضافة اي من مناصري المقاومة والحشد بل ومناصري الشعب”.
ويرى الهاشمي ان ” ان اموال شبكة الاعلام من ميزانية الدولة وتجاوز عدد العاملين بها مع العقود الى عشرة الاف منتسب، وجميع الاسماء التي اوردها سرمد (الخمار السكير) هي محط تقديس وتقدير واحترام لدى الشعب العراقي وعموم المسلمين، وبذا فان تجاوزا واساءة مثل هذه ستخلق لنا ازمات سواء بالداخل او الخارج ،ويبدو ان مقدم البرنامج (محسن ضمد )ومن خلفه قد خططوا لذلك لانهم يعلمون ان سرمد لادين له ولاقيما فاستقدموه لهذه المهمة”.
وشدد الهاشمي على “ضرورة ادانة هذا العمل المشين بشدة ورفع منسوب الشجب من قبل جميع المنظمات المعنية بالامر لان عملا مثل هذا مخالف لقيم الاعلام ورسالته فالمنابر الاعلامية ليست للشتائم وصناعة الازمات انما لحرية التعبير وابداء الراي”.