هاف بوست عراقي ـ
عدنان أبوزيد
الديمقراطية الاوربية هي التعبير السياسي عن المشروع الليبرالي الغربي للحداثة، والتي تحولت الى قدوة ورمز ضد الادعاءات المتفوقة للديمقراطية الاشتراكية في العالم الشيوعي في حقبة الصراع الأيديولوجي بين الشرق والغرب.
وبعد انهيار الكتلة الشيوعية في أواخر الثمانينيات، انتقلت مبادئ الديمقراطية الليبرالية الغربية وما يرتبط بها من اقتصاد السوق الحر الى بلدان الكتلة الشرقية السابقة.
لقد حاكت الدول الشيوعية السابقة، الغرب الرأسمالي، في كثرة الأحزاب، وتنوّعِ مشاربها وايديولوجياتها.
لا يمكن القول ان الديمقراطية الغربية مثالية، فهي نفسها تعترف بان من المستحيل ترجمة كل الآمال الى واقع، وتمثيل كل الاتجاهات، وقد أدى ذلك الى رغبة البعض في اختصار الأحزاب الى حزبين مثلما في الولايات المتحدة.
يجب الاعتراف ان الأحزاب الغربية هي أحزاب ديمقراطية حقيقية، لانها تعقد المؤتمرات التي تجدّد فيه أعضاءها، ورئيسها، وطرق عملها وأهدافها، لترتدي حلة جديدة، كل سنة، تقريبا.
لكن دولا قوية، نجحت في ادامة الديمقراطية والنظام الذي تؤمن به عبر حزبين فقط مثل الولايات المتحدة. وايران، وضعت أسست (الديمقراطية الإسلامية) التي لا تؤمن بكثرة الأحزاب، فيما قال حاكم دبي بن راشد قبل سنوات، إن الديمقراطية الغربية ليست بالضرورة أن تكون صالحة لمجتمعاتنا (القبلية).
لكن دولة في العراق، فان فلتان الأحزاب، عددا، أمر غير مسبوق وجلها أحزاب وتيارات دكتاتورية، زعيمها أبدي، لا مجال للنقاش حوله.
الديمقراطية العراقية والعربية مثل لبنان، تسيطر عليها نزعة الأوليغارشية، والسلطة في أيدي القلة النخبوية، التي تحرص على ديمومة ديمقراطية شكلية، لأجل شرعنة وجودها السياسي في إدارة البلاد.
تتناسل أحزاب براغماتية بالمعنى العملي، في الديمقراطيات السليمة، وفي الديمقراطيات العليلة تتوالد كيانات هزيلة، بمستوعب الانتهازية السياسية، تشرعن حتى الطرق القذرة، من اجل مصالحها.
تابع صفحتنا في فيسبوك مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اكتب لنا: iraqhuffpost@gmail.com |