
أسوار // دعت إسرائيل، الاثنين الماضي، مواطنيها إلى أن يغادروا في أقرب وقت اسطنبول حيث زعمت إن إيران تتهددهم، في آخر تصفية حسابات في المدينة التركية الكبيرة التي تُعد منذ فترة طويلة وكرًا للجواسيس نظرًا لاتساعها وموقعها الجغرافي الفريد.
في بداية موسم الصيف، كان للأمر وقعًا سيئًا على تركيا التي تواجه أزمة اقتصادية حادة وتضخمًا متسارعًا.
يقول حميد كوك، عضو إدارة اتحاد وكلاء السفر، إن السياح الإسرائيليين ليسوا الأكثر عددًا، لكن نحو 160 ألفًا منهم زاروا تركيا في الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة.
وتوطدت العلاقات التركية الإسرائيلية في هذا العام بشكل كبير.
وإن لم يذكر إسرائيل بالاسم، يأتي البيان ردًا على التحذيرات المثيرة للقلق لوزير خارجية إسرائيل يائير لبيد، خاصة وأن الصحافة الإسرائيلية تحدثت، بالتفصيل أحيانًا، عن محاولات الهجوم على جواسيس إسرائيليين في إسطنبول.
ويقول خبراء، إنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإيرانيون تصفية حساباتهم على الأراضي التركية، وفقا لوكالة فرانس برس.
وفي شباط/فبراير الماضي، حالت الاستخبارات التركية دون اغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي يائير غالر. وكان سيمثل موته انتقامًا لمقتل محسن فخري زاده، أحد مهندسي البرنامج النووي الإيراني الذي قتله جهاز الموساد في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
وتعمل تركيا على تغيير تحالفاتها في الشرق الأوسط من خلال التقرب من الإمارات والسعوديين وكذلك إسرائيل.
إضافة إلى ذلك، فهي تنشط في شمال العراق إلى جانب عشيرة البرزاني (الكردية) تزامنا منع نشاط إسرائيلي في الإقليم.
ويهدد الرئيس رجب طيب إردوغان بالتدخل ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا لتأمين حدوده، الأمر الذي يثير استياء طهران.
ويبدو إن اردوغان يريد أن يرضي إسرائيل اكثر من أي وقت مضى.
و تظل تركيا في نهاية الأمر منطقة حساسة لجميع أجهزة الاستخبارات في المنطقة: الإيرانية والإسرائيلية والروسية وحتى الأوكرانية. ووجود كل أجهزة مكافحة الإرهاب هذه يفتح الباب أمام العديد من المشكلات المحتملة.
لكن على الرغم من العديد من كاميرات المراقبة العامة والخاصة، تظل مدينة اسطنبول عملاقًا ضخمًا لا يمكن السيطرة عليه، كما يقول عالم الجغرافيا الفرنسي جان فرانسوا بيروز، المطلع على الوضع في المدينة.
مع سكانها البالغ عددهم 17 مليون نسمة وامتدادها عبر قارتين على أبواب الشرق الأوسط والقوقاز، ترقى اسطنبول إلى مستوى سمعتها باعتبارها وكرًا للجواسيس.
ويقول بيروز إنه منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الأولى، يتيح اتساع المدينة لمختلف أجهزة الاستخبارات تعقب خصومها وإخفاء هوية عملائها.
ومن بين المجتمعات العديدة التي تعيش على شواطئ البوسفور، فإن الإيرانيين المقيمين رسميًا فيها وعددهم نحو 113 ألفًا هم من بين الأفضل تمثيلا. كما أنهم أفضل مشتري العقارات وإنهم تجاوزا الروس منذ نيسان/أبريل.