
ميسون البغدادي
أطلّ مشعان الجبوري على فضائية الشرقية.
ثم حوّلني الريموت كونترول الى قناة التغيير،
فبانت بشائر مشعان..
وفي المساء، كان مشعان يصرخ عبر فضائية خميس الخنجر..
وفي منتصف الليل أشرق مشعان على السومرية..
..
وعند الصباح، أظهرت فضائية دجلة، مشعان وهو يفلسف جلسة البرلمان..
وعلى شاشة سامراء تحدّثت ساجدة عبيد عن اشاعة زواجها من مشعان
ومن على قناة هنا بغداد، ظهر مشعان صانعا للأحداث، عالما بأسرار اللعبة
..
وتألّق مشعان على فضائية الرشيد وبجانبه علم حزبه العتيد، الوطن.
تحول مشعان الى زبون دائم للميديا..
نجم تلفزيوني بامتياز..
يطل أكثر بكثير من أبطال الدراما..
ويبدون انه يقسّم وقته بين الفضائيات
من الصباح الى منتصف الليل،
ولا يُعرَف كيف يدير أعماله الأخرى
وربما سيكون مناسبا جدا لو تخلّى عن كل اشغاله
وتفرّغ للتلفزيون والسينما مثل شاشي كابور
فهو محلّل، وناطق باسم عزم، وحزب تقدم، ومصرّح باسم مسعود بارزاني
وهو ممثل مسرحي، وسينمائي وتلفزيوني
وهو كاشف أسرار الصفقات
..
وفي لحظة كتابتي هذه
بانَ مشعان، أيضا على تلفاز الرابعة
انه لا يدع المشاهد يلتقط أنفاسه..
وقد يكون الله في عونه
لان ّمقدمي البرامج الباحثين عن الاثارة والفضيحة
يتصلون به على مدار الساعة..
..
مشعان هذا ليس وحده..
انه انموذج للعشرات من سياسيين ونواب ونخب
يقبضون مقابل الوظيفة والمنصب، الراتب الدسم،
لكنهم في الواقع، لا شغل لديهم سوى الدراما السياسية
انهم ممثلون..
وفَرْقُهُم عن نجوم المسلسلات
إنهم لا يُضحِكون الشعب
بل يضحكون عليه